مقالات و أبحاث

هل تعتقد أنّ العصبيّة لا تشبه التوحّد؟

0 4

الحياة

الثلاثاء 17 يناير 2017م

راقب باحثون أميركيّون أنواعاً من الخلايا العصبيّة القويّة في أحد تراكيب الدماغ المسمّاة «الغدّة اللوزيّة» التي تتحكّم في مدى انخراط الحيوان في السلوكيّات الاجتماعيّة والأنماط الشخصيّة – الاجتماعيّة غير المتكرّرة. وتتكثّف تلك الخلايا في منطقة سمّاها البحّاثة «الدائرة المتأرجحة». وربما يفتح الاكتشاف باباً لفهم اختلالات الدوائر العصبيّة التي تكمن وراء مرض «التوحّد» («أوتيزم») عند البشر. واكتشِفَت تلك «الدائرة المتأرجحة» على يد فريق علمي قاده باحث اسمه ويزه كونغ يعمل في «مختبر ديفيد جي. أندرسون»، إضافة لكونه أستاذاً في البيولوجيا في «معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا» وباحثاً في «معهد هوارد هيوز الطبي». ونُشِرَت ورقة على الإنترنت عن ذلك الاكتشاف عينه في الموقع الإلكتروني لمجلة «الخلية» («ذي سيل» The Cell) الشهيرة.كما صدر تعليق على البحث من «مختبر أندرسون»، أشار إلى أن العلماء كانوا يعلمون عن وجود تسلسل في السلوكيّات، بمعنى أن الحيوان لا يمكنه أن يظهر السلوكيات الاجتماعيّة وغير الاجتماعيّة في الوقت نفسه، لكن البحث استطاع معرفة طريقة إنجاز الدماغ للنوعين من السلوكيّات. فقد اكتشف فريق كونغ نوعين من الخلايا العصبيّة يختلطان في «الغدّة اللوزيّة». ويعزّز أحد النوعين السلوكيات الاجتماعيّة كالتزاوج والقتال ضمن فريق، والعناية الاجتماعيّة، في حين يتحكّم النوع الآخر بعناية الشخص بنفسه، وهو سلوك شخصي حصريّاً.

وأثار اهتمام الفريق أنّ نوعي الأعصاب مختلفان بطريقة تتفّق مع تقسيم أساسي للخلايا العصبيّة في الدماغ. واستطاع التمييز بين «الخلايا العصبيّة الاجتماعيّة»، وهي مجموعة عصبيّة تطلق مواد كيماويّة مهدّئة، في حين أن «الخلايا العصبيّة المتعلّقة بالعناية الشخصيّة» تفرز مواد كيماويّة منبّهة.

وتوخّياً لدراسة العلاقة بين نوعي الخلايا والسلوكيات المرتبطة بها، استخدم العلماء مفاهيم تتصل بعلم البصريات الوراثي، من بينها أنّ المُكوّنات الوراثيّة في الأعصاب تتأثّر بالخبرات البصريّة.

واستناداً إلى ذلك المفهوم، تمكّن الفريق الأميركي من قراءة النشاطات المرتبطة بنوعي الخلايا السلوكية في «الغدّة اللوزيّة». وتبيّن لهم أن سلوك الخلايا العصبيّة الاجتماعيّة، يعتمد على حِدّة الإشارة الضوئية، بمعنى أن تكثيف الضغط الضوئي عليها يحفّز سلوكاً عدوانيّاً، فيما ينخفض ذلك السلوك مع تقليل الضغط عليها.

وفي المقابل، أدّى تحفيز الخلايا العصبيّة المرتبطة بالسلوك غير الاجتماعي، إلى تعميق العناية بالذات، كغسل الجلد والوجه. وفي المقابل، فوجئ الفريق العلمي بوجود تداخل مكثّف بين وظائف كلا النوعين العصبيين، على رغم تناقض وظائفهما، إذ أدى تفعيل الخلايا العصبيّة الاجتماعيّة إلى منع سلوك العناية الشخصيّة، والعكس بالعكس، بمعنى أنّ تنشيط الخلايا العصبيّة المتعلّقة بالعناية الشخصيّة يمنع السلوك الاجتماعي. وبالتالي، يبدو أنّ هاتين المجموعتين من الخلايا العصبيّة تعملان في شكل متأرجح، فتسيطر أحداهما على السلوك في حال تطلّب الأمر ذلك، كحال القتال ضمن فريق مشترك، فيما يهيمن النوع الآخر عندما تفرض الأحوال تنشيطه، كهيمنة سلوك العناية بالذات عند انتهاء التقاتل.

رابط الموضوع:

http://www.alhayat.com/Articles/19645332/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D9%86%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B4%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%91%D8%AF%D8%9F

About the author / 

مدير الموقع

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

مقالات و ابحاث