
يتسبب اضطراب التوحد في صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي والسلوكيات المتكررة، وفي مايو عام 2013 أوضحت دراسة أن اضطراب التوحد هو عبارة عن ثلاث اضطرابات مجتمعة، يكون الاضطراب الأول والثاني متلازمة اسبرجر، وعند اجتماعهما مع الاضطراب الثالث يحدث التوحد، وذلك وفقا لما ذكره موقع منظمة “AutismSpeaks” الأمريكية المعنية بالتوعية باضطراب التوحد.
يرتبط مرض التوحد بالإعاقة الفكرية وصعوبات في التنسيق الحركي ومشاكل صحية بدنية، من بينها اضطراب النوم واضطرابات في الجهاز الهضمي، وبعض المصابين بالتوحد لديهم تفوق في المهارات البصرية والسمعية وتميز في الموسيقى والفنون والرياضيات وغيرها.
ويؤثر التوحد على نمو المخ في وقت مبكر جدا، حيث تظهر علاماته بدرجة واضحة على الأطفال في عمر 2 إلى 3 سنوات، ويمكن تشخيصه بسهولة في مراحله المبكرة، كما أن التدخل الطبي مبكرا والعلاج السلوكي يحسن من النتائج، بالإضافة إلى أن زيادة الوعي عند الأسرة التي لديها طفل مريض بالتوحد أحد الجوانب الرئيسية لتحسين النتائج.
أوضحت إحصاءات عن التوحد من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن هناك طفلا واحدا من بين 88 طفل أمريكي مصاب بالتوحد، وفقا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، وهذه النسبة تزيد عشرة أضعاف كل 40 عاما، وأظهر بحثا أن التوحد أكثر شيوعا عند الأولاد مقارنة بالبنات بمعدل 4-5 مرات، ويصاب ولدا واحدا بالتوحد من بين كل 42 ولد، في حين تصاب فتاة واحدة من بين كل 189 فتاة في الولايات الأمركيية الواحدة.
عدد مرضى التوحد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يصل إلى أكثر من 3 مليون شخص، أما عدد المصابين به في جميع أنحاء العالم فيصل إلى عشرات الملايين، وأشارت إحصاءات حكومية عن التوحد أن معدلات الانتشار تزيد من 10% إلى 17% سنويا في السنوات الأخيرة، ولا يوجد سببا لهذه الزيادة المستمرة، رغم تحسن التشخيص والتأثيرات البيئية وهما غالبا سببان رئيسيان في تحديد خطورة المرض.
منذ وقت قريب كان الإجابة على هذا السؤال: “ليس لدينا فكرة ولا أجوبة”، ولكن اكتشف العلماء أنه لا يوجد سببا واحدا للتوحد، ولا يوجد نوعا واحدا من مرض التوحد، وعلى مدى الخمس سنوات الماضية حدد العلماء عددا من التغييرات الجينية النادرة (الطفرات) المرتبطة بالتوحد، ورغم أن الجينات والعامل الوراثي له دورا في الإصابة بالتوحد؛ إلا أنه ليس السبب الوحيد.
وأوضح الباحثون أن مزيج من الجينات والعوامل البيئية تؤثر على نمو دماغ الأطفال في وقت مبكر مما يؤدي للإصابة بالتوحد، أي أنه مرض له أسباب وراثية وأسباب غير وراثية، من بينها الضغوط والبيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الطفل.
وهناك أسباب أخرى قد تؤدي للإصابة بالتوحد بالإضافة إلى العامل الوراثي، مثل أن يكون سن أحد الوالدين أو كلاهما كبيرا أثناء الحمل، أو مرض الأم أثناء فترة الحمل، وكذلك بعض الصعوبات أثناء الولادة، أو قلة وصول الأكسجين إلى دماغ الطفل، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك العوامل لا تؤدي بمفردها إلى الإصابة بالتوحد، ولكن العوامل الوراثية بالترابط معها تزيد خطر الإصابة به.
مجموعة من البحوث أشارت إلى أن المرأة يمكن أن تقلل من مخاطر إصابة طفلها بالتوحد من خلال تناول الفيتامينات التي تحتوي على حمض الفوليك أثناء الحمل، بنسبة لا تقل عن 600 ميكروجرام يوميا خلال الأشهر الأولى من الحمل وبعد الولادة.
ومنذ فترة طويلة، يعمل الباحثون على تحديد دور الجهاز المناعي في الإصابة بمرض التوحد، والذي يمكن التخفيف من أعراضه عن طريق زيادة الوعي به وتوفير بيئة مناسبة للطفل الذي يعاني من التوحد.
كل شخص مصاب بالتوحد يعتبر شخص فريد من نوعه، فالكثير من مرضى التوحد لديهم قدرات استثنائية في المهارات البصرية والفنية والأكاديمية، وأوضحت دراسات أن 40% ممن يعانون من التوحد لديهم قدرات ذهنية أعلى من المتوسط، ويسمى أولئك الأفراد بأنهم “على طيف التوحد”.
25% من الأفراد المصابين بالتوحد غير قادرين على التواصل غير اللفظي بشكل طبيعي، ولكن يمكنهم التواصل باستخدام وسائل أخرى.
رابط المقال:
http://www.almmlke.com/science-technology/80796.html
مقالات و ابحاث
- 29 نوفمبر, 2017 أسباب السلوكيات السيئة لدى الأطفال
- 27 نوفمبر, 2017 لعبة فيديو لتحسين قدرة المصابين بالتوحد
- 26 نوفمبر, 2017 دراسة تربط تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل بزيادة طفيفة في مخاطر التوحد
- 26 نوفمبر, 2017 عقار جديد قد يحدث طفرة في علاجات مرض التوحد
Leave a reply