
هافينغتون بوست عربي
الاحد 5 مارس 2017 م
هل أخبرك أحدهم من قبل بأن لديك “فرط الحركة وتشتت الانتباه” أو شعرت أنت بنفسك بأنك غير قادر على الذهاب إلى المدرسة أو العمل، فقمت بتشخيص نفسك بأن لديك هذا المرض نتيجة أعراض التشتت؟
يقول العلماء إنه لا يوجد اضطراب تحت هذا التصنيف، فيما تعترف جميع الهيئات الطبية الكبرى، بما في ذلك أكاديمية طب الأطفال الأميركية والجمعية الطبية الأميركية والرابطة الأميركية للطب النفسي والمعاهد الوطنية للصحة، بأن “اضطراب فرط النشاط وضعف الانتباه” يحتاج لمعاملة خاصة.
توصيف وتشخيص هذا الاضطراب وحتى الاعتراف بوجوده يثير جدلاً واسعاً على صفحات الإنترنت والمجلات العلمية. ويعتبر الأطفال الأميركيون هم الأكثر تعرضاً له حسب من يعترف بوجوده كاضطراب حقيقي.
وأظهرت مقالة في صحيفة النيويورك تايمز أنه في الفترة ما بين 2008-2012 كان عدد البالغين الذين يأخذون أدوية لعلاج ADHD قد زاد بنسبة 533% في أميركا، وهو يعد ضعف المعدل السابق على هذه الفترة.
هذه الإحصاءات المذهلة تشير إلى أن الأجيال الشابة تعتمد على المنشطات بدرجة غير مسبوقة.
هل يوجد فعلاً اضطراب “نقص الانتباه وفرط الحركة”؟
هناك مسألة مهمة؛ وهي أن الأطفال غالباً ما يتم تشخيص ما يعانونه بشكل خاطئ، كما يقول ريتشارد شاول الذي ألّف كتاب “لا يوجد ADHD“.
ليس هناك شك في أن أعراض ADHD حقيقية، ولكن يوجد عدد كبير من الأمراض والمشاكل الصحية التي تنتج هذه الأعراض التي يتم تشخيصها بشكل خاطئ.
وتشمل هذه المشاكل اضطرابات فرط النشاط ومشاكل الانتباه والتركيز واضطرابات النوم والاكتئاب ومشكلات الرؤية والسمع.
تحدي التشخيص
لا توجد فحوصات مخبرية لـADHD، ولا يمكنك تشخيصه بناءً على مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي لتكتشف ما إذا كنت مصاباً به أم لا.
بدلاً من ذلك، يقوم الطبيب بتتبع تاريخك الصحي والأعراض التي تخبره بها وما يلاحظه عليك بينما يقوم بمتابعتك وما يمكن للآخرين الذين يعرفونك جيداً أن يقولوه، وأيضاً تاريخ عائلتك المَرَضي، وحتى مدرستك التي قضيت فيها طفولتك، ويستخدم معايير تصنيف واستبانات ليقيّم مدى تكرار هذه السلوكيات ومدى عمقها مثل:
* لا تسمع جيداً عند التحدث إليك.
* لديك مشكلة في تنظيم المهام والأنشطة.
* لديك مشكلة في الانتظار بطابور.
يمكن أن يخطئ الطبيب التشخيص، خاصة لو لم يكن لديه خبرة جيدة مع ADHD، وقد يكون التشخيص الصحيح للأعراض مرتبطاً بالاكتئاب أو تعاطي المخدرات.
إذا كان لديك شكوك:
يمكنك الحصول على رأي من الأطباء النفسيين، والذين لديهم خيارات إضافية غير الأدوية تتضمن تمارين رياضية منتظمة، وتقنين استخدام الشاشات وألعاب الفيديو والتليفزيون، وتشجيع ضبط النفس للأطفال لمساعدتهم على البقاء هادئين، والقيام بأدوارهم في المدرسة وخارجها.
ما سبب تداخل الأعراض مع اضطرابات أخرى؟
عندما اكتشف الدكتور تشارلز برادلي أن الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض ADHD يستجيبون جيداً لعقار بنزيدرين، بدأ الأطباء حينها بالتعامل مع الأعراض باعتبارها خللاً وظيفياً في الدماغ.
ولكن بعد عقود من التقدم في علوم الأعصاب، يجب أن نغير تفكيرنا بالنظر لهذه الأعراض.
ومن المرجح أن تزعجك هذه الأخبار؛ لأنه إذا تم اعتبار معيار التشخيص -وهو وجود 5 أعراض من أصل 18- كافياً لتشخيص الإصابة بهذا الاضطراب، فإن سكان الولايات المتحدة بالكامل يحتمل أن يكونوا مصابين بهذا الخلل!
والصحيح أن وجود هذه الأعراض بدرجة معتدلة أمر طبيعي ومتوقع عند الإنسان.
ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي لديها أعراض قاسية يجب التعامل معها بجدية ومساعدتها، وهناك 20 مشكلة يمكن أن تؤدي إلى هذه الأعراض من دون أن تعني بالضرورة إصابة باضطراب ADHD، ويتطلب كل منها طريقة مختلفة للعلاج.
ومن بين هذه الاضطرابات: مشكلات النوم، ومشكلات السمع والبصر، وتعاطي المخدرات (الماريغوانا والكحول على وجه الخصوص)، ونقص الحديد، والحساسية (وخاصة المتعلقة بالجو)، واضطرابات ثنائي القطب، والاكتئاب، والوسواس القهري، وإعاقات التعليم مثل عسر القراءة.
وعلى سبيل المثال، لا الحصر، أي شخص لديه هذه المشاكل أو بعضها، يمكن اعتباره مصاباً باضطراب ADHD حسب المعايير المعمول بها، ولكن المنشطات ليست طريقة التعامل معها مثلما هو الحال في اضطراب ADHD.
ما العمل إذاً؟
إذا كان لديك احتمال تشخيص باضطراب ADHD، فإن الأطباء يوصونك بالتالي:
* مارِس الرياضة بشكل منتظم.
* احرص على الأكل المناسب بطعام صحي وعادات صحية للأكل.
* قلِّل من تناول الكافين بعد الظهر.
* قلل من استخدام هاتفك الجوال في أثناء العمل.
الأهم، افعل ما أنت متحمس لفعله، ومثل كثير من الأطفال الذين لا يجتهدون دراسياً لأنهم لا يشعرون بالتحدي الكافي في الفصل الدراسي؛ والبالغون أيضاً الذين لديهم عمل ودراسة لا يشعرون فيها بالمعنى والإنجاز ولا يمارسون هواية مفيدة سيشعرون بالملل والاكتئاب والتشتت.
ولأن نظامنا الدراسي والمهني يحتاج ساعات أطول من العمل، فإن كثيراً من المرضى الذين يكتفون بـ4 ساعات من النوم ليلاً مع مساعدة المنشطات سيكون هذا خطيراً عليهم وغير صحي على المدى الطويل.
وبالنسبة للمجموعة الثانية للذين يعانون أعراضاً شديدة لـADHD، يتطلب الأمر تقييماً كاملاً للعثور على مصدر المشكلة الأصلية وعلاجها لتزول هذه الأعراض.
لقد حان وقت إعادة التفكير في هذه الحالات وتقديم تشخيص أكثر دقة ومساعدة الناس للحصول على العلاج المناسب للأعراض التي يعانونها.
رابط الموضوع:
http://www.huffpostarabi.com/2017/03/05/story_n_15108646.html
Leave a reply Cancel
مقالات و ابحاث
- 29 نوفمبر, 2017 أسباب السلوكيات السيئة لدى الأطفال
- 27 نوفمبر, 2017 لعبة فيديو لتحسين قدرة المصابين بالتوحد
- 26 نوفمبر, 2017 دراسة تربط تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل بزيادة طفيفة في مخاطر التوحد
- 26 نوفمبر, 2017 عقار جديد قد يحدث طفرة في علاجات مرض التوحد
5 تعليقات
SlimCrystal Reviews: Why SlimCrystal Reusable Water Bottle is the Best Choice for Your Lifestyle
SlimCrystal is a unique water bottle that comes with a container of natural crystals.
When water is poured into the bottle, it comes in contact with the crystals which
then infuse the liquid with their healing properties.
This helps you to reduce weight ; experience various
other health benefits.
SlimCrystal is a revolutionary water bottle that adds crystal energy to your drinking
water, aiding weight loss goals by providing a natural
balance to the body.Consuming 2 to 3 liters of water from SlimCrystal on a daily basis is believed to
have numerous advantages such as aiding in weight reduction,
aiding digestion, enhancing energy levels and boosting overall
wellness.
This review will uncover all that you need to know about SlimCrystal and how it currently
functions. Keep reading to find out more.
SlimCrystal Reviews & Results from Real Users: Crystal water bottles are becoming increasingly popular
due to their sleek and stylish design, convenience, and health benefits.
In this ultimate guide, we will review the best brands of slim crystal water bottles on the market today.
Keep up the incredible work! I can’t wait to see what you write next.
Keep up the fantastic work!
Your blog post was fantastic, thanks for the great content!