
الرياض
الثلاثاء 2 فبراير 2016
نجران – سلمى الصالح
“الإعاقة إعاقة الفكر والارادة، لا إعاقة الجسد.. هذا ما أثبتته بشرى ابنة العشرين عاماً بعزيمة لا تقبل الهزيمة، فهي صماء.. بكماء.. ومع ذلك لم تقف تلك الاعاقة أمامها لتحقيق ما تطمح وتحلم به، ولم تكتف بتحقيق حلمها، بل فقد تفوقت على قريناتها. “بشرى” قصة تنتمي لأسرة عبدالله صالح آل عباس، الأب الذي يعول أحد عشر ابناً وابنة، بينهم ثلاث حالات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبشرى إحدى تلك الحالات.. لم تيأس ولم تمنعها إعاقتها من تحقيق النجاحات المختلفة.
قاهرة المستحيل تتحدث ل «الرياض»: اليوم الأول بالجامعة نقطة فاصلة
“الرياض” زارت هذه الاسرة لالقاء الضوء على تحدي بشرى آل عباس القاطنة مع أسرتها في حي الحضن بنجران، والتقينا بوالدتها وأخواتها اللائي كن همزة الوصل لترجمة الإشارات.
دور البيئة الأسرية
في البداية قالت بشرى: إنها ولدت لا تسمع ولا تتكلم، ومع ذلك رفضت ان تعيش حالها كحال غيرها ممن في مثل وضعها فبذلت الجهد لتتكيف مع البيئة والمحيطين بها.
وعن أحلامها المستقبلية بعد إنهاء المرحلة الجامعية قالت : زادت لدي الرغبة في تحقيق أحلامي وطموحي فلا يأس مع الكفاح.
وتابعت: تميزت أسرتي بالترابط الأسري القوي، فقد كان والدي مدير مدرسة سابق، قضى من عمره في هذا العمل 30 عاماً، وكان على قدر كبير من الثقافة والوعي تكونت أسرتنا من أحد عشر أخا وأختا، وكان روابط الاخوة على قدر كبير من التفاهم والانسجام تعلموا طريقة التخاطب معي من خلال حركات الشفاه والإشارات ولم أجد صعوبة في التواصل معهم أو إعطائهم ما كان يدور في ذهني من مناقشة أو حوار وتكمل بشرى: كانت أختي مشاعل القريبة جدا مني بحكم تقارب العمر وكانت لي الاخت والصديقة خارج وداخل المنزل والتي كنت أتشارك معها في مهام المنزل التي تكلفنا بها والدتي وسط أجواء من المرح وتضيف بشرى بأنه كان لها يوم مستقل في المطبخ تقوم به كغيرها من أخواتها بل وتميزت في إعداد بعض الوجبات الشعبية التي يعشقها والدها كالرقش والفتة وبعض أصناف الحلويات.
المراحل الدراسية
وكغيرها من فتيات سنها احتفظت بذكرياتها الدراسية لترافقها كداعم في حياتها العلمية تقول بشرى: تم دمجي في السنة الرابعة الابتدائية وأيضا كنت أحظى بمتابعة والدتي لي باستمرار والاطلاع على وضعي بالمدرسة وكان هذا له الدور الكبير في تعرفي على صديقات ودمجي ضمن الحياة اليومية المدرسية وكان لي مجموعة صديقات في المدرسة مكونة من إحدى عشرة فتاة نتشارك في أجمل اللحظات الدراسية وكان لهن دور فعال في تسهيل بعض العقبات، وخاصة في التواصل مع العالم الخارجي وتابعنا طريقنا إلى أن وصلنا إلى المرحلة الثانوية، وكانت تحمل الكثير من التنافس الايجابي. وتخرجت بتفوق من الثانوية العامة وحاولت الالتحاق بجامعة نجران، ولكن نظرا لعدم توفر الإمكانيات للصم والبكم لديها؛ خاطبت جامعة نجران عدة جامعات خارج المنطقة وجاء الرد بقبولي بجامعه الملك سعود بالرياض ومن هنا أحسست بأن هذه هي نقطة الانطلاق بالنسبة لي وسافرت مع والدي الذي فرغ نفسه من وظيفته من أجلي وأنا احمل بين يدي عزيمة وارادة لتحقيق حلمي، وكان اليوم الأول لي بالجامعة هو النقطة الفاصلة ما بين هل أكون أو لا أكون. انتابتني أحاسيس الغربة والاختلاف عن الآخرين، ومالبثت حتى انضممت إلى الكثير ممن هن في مثل حالتي وواصلت الطريق نحو النجاح وحاليا ادرس السنة الثالثة بالجامعة تخصص تقنيات الحاسب الآلي. وتضيف بقولها: لم أتوقف على الدراسة فقط، فقد كانت لي هواياتي التي أقوم بها في أوقات فراغي، فقد أحببت المكياج وامتهان الفن التابع له وكنت اغلب الأحيان أثناء تواجدي مع اخواتي أقوم أنا برسم مكياجهن للمناسبات عوضاً عن الذهاب للكوفيرة، وأيضا القراءة من خلال تصفح النت في شتى المجالات والاطلاع المستمر على مايحدث من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
الإنجازات العلمية
حققت المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية في التفوق العلمي والإبداع، وحصلت على جائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة، وتم تكريمها العلمي من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقه الباحة، تكريمها العلمي من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران سابقا، وتكريمها العلمي والأدبي الثقافي من النادي الأدبي بمنطقه نجران، الى جانب الكثير من شهادات الشكر من بعض الجهات الحكومية والخاصة للمشاركات الفعالة في الانشطة والبرامج.

مقالات و ابحاث
- 29 نوفمبر, 2017 أسباب السلوكيات السيئة لدى الأطفال
- 27 نوفمبر, 2017 لعبة فيديو لتحسين قدرة المصابين بالتوحد
- 26 نوفمبر, 2017 دراسة تربط تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل بزيادة طفيفة في مخاطر التوحد
- 26 نوفمبر, 2017 عقار جديد قد يحدث طفرة في علاجات مرض التوحد
Leave a reply