مقالات و أبحاث

العلمُ وراءَ الأغطية الثقيلة في علاج اضطراب قُصور الانتباه وفَرطِ الحركة

0 6

 

 

سرايا بوست

رانيا الشمري

06- 05- 2017م

 

هل تستطيعُ تخيُّلَ الحياة بعقلٍ لا يهدأ؟ تخيَّلْ لو أنّ رأسَك يمتلِئُ بصَخب كسّارة الحفر، أو أنّ فرقةً موسيقيةً ِفُ داخلَ رأسِك، أو أنّ آلافَ التلفزيوناتِ داخلَه ضُبطَت على قنواتٍ مختلفة. هذه بعضُ التعابير التي يصِفُ بها مرضَى اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة حياتَهم اليوميّة. تخيَّلْ الآن محاولاتِ النوم بعقلٍ صاخبٍ كهذا.

قال روبرتو أوليفارديو -الذي يعالج مرضى قصور الانتباه وفرط الحركة ويُدَرِّس في كلية الطب بجامعة هارفارد- لصحيفة سايك سينترال «لا أعرِفُ أيَّ مريضٍ باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة لا يعاني من مشكلاتٍ في النوم،» وتتنوَّعُ اضطراباتُ النوم في هذا المرض بين صعوبة الدخول في النوم والاستمرار فيه والقلق قبلَه، وتشمل أيضًا الكوابيسَ وصعوباتِ التنفس.

يلجأ كثيرٌ من مرضى قصور الانتباه وفرط الحركة إلى الأدوية. وتفيدُ هذه الأدويةُ كثيرًا من المرضى، لكنَّها لا تعمل في كلّ الحالات. ويسبّب بعضُها الإدمانَ فيؤدّي إلى زيادةِ الجرعة للحفاظ على فعّالية الدواء، وتزدادُ خطورةُ هذه المشكلة عندما يكون المريضُ طفلًا. ويعملُ بعضُ هذه الأدوية على نحوٍ قويٍّ، فتؤدّي إلى صعوبةِ الاستيقاظ صباحَ اليوم التالي.

تقدّمُ الأغطيةُ الثقيلةُ حلًّا مختلفًا لاضطرابات النوم.

يمتلِئُ الغطاءُ بالحبيباتِ الصغيرة. وتُصمَّمُ هذه الحبيباتُ لتَزِنَ 10% من وزنِ المريض. يُحِسُّ الجسمُ بهذا الوزن من خلال مستقبلات الحسِّ العميق. ونتيجةً لتوزُّعِ الوزن على مساحة الجسم أثناءَ الراحة فإنَّ تفعيلَ الحسّ العميق يؤدّي إلى ارتخاء الجهاز العصبي بسبب زيادة إفراز السيرتونين والميلاتونين ونقص إفراز الكورتيزون.

وقال باحثون من جامعة غوتنبرغ في السويد «عندما استخدمَ المشاركون الأغطيةَ الثقيلة حصلوا على نومٍ أهدأ، ولوحظَ نقصُ حركاتِهم أثناءَ النوم. وشَعَرُوا أنَّ استخدامَ هذه الأغطية ساعدَهم في الاستمتاع بنومٍ مريحٍ وآمن.»

تساعدُ هذه الأغطيةُ على توفير نومٍ مريحٍ حتّى لأصحاب العقول المستثارة. لكنّ الاستفادةَ من تفعيل الحسّ العميق من خلال الأغطية الثقيلة لم يكُن متاحًا على نحوِ شائع، إلى أنْ أطلقَت شركةُ «كيكستارتر» حديثًا منتجَ «جرافيتي بلانكت» لتتيح هذا الغطاء للجميع.

وفقًا لمنظّمة الأطفال والبالغين المصابين بنقص الانتباه وفرط الحركة «تشاد»، فإنّ 11% من الأطفال بسٍنّ المدارس يُعَانون من هذا المرض، وتستمِرُّ أعراضُه بعدَ البلوغ في 75% من هؤلاءِ الأطفال. تعادلُ هذه النسبة حوالي 11 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.

وبالإضافة لاضطرابات النوم، تسبِّبُ هذه الأعراضُ أيضًا مشكلاتٍ في التركيز والجلوس في الصّف، وصعوبةً في إتمام المهامّ، وهياجًا شديدًا. وقد تعيق مع تقدم العمر قدرةَ الشخص على تكوينِ علاقاتٍ طبيعية وقدرتَه على تدبير أمواله وقيادةِ السيارة.

وعلى الرغم من أن الأغطية الثقيلة ليست دواءً لكلّ داء، فإنّ البحث يبيّنُ أن تفعيل الحس العميق من خلال هذه الأغطية، مثل «غطاء جرافيتي بلانكت» يساعدُ على تهدئةِ العقول المستثارة. ويستفادُ من هذه النتائج في مساعدة مرضى نقص الانتباه وفرط الحركة على تحسين تركيزهم أثناءَ العمل أو المدرسة، أو حتّى توفير نومٍ مريحٍ ليبدؤوا صباحَهم التالي بالطاقة اللازمة لاستكمال يومِهم على نحوٍ طبيعيّ.

 

رابط الموضوع:

https://www.sarayapost.com/technology/16056/%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA–%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8F-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D9%8E-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%BA%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%82%D9%8F%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%87-%D9%88%D9%81%D9%8E%D8%B1%D8%B7%D9%90-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9

About the author / 

مدير الموقع

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

مقالات و ابحاث