
حققت أعلى الدرجات العلمية.. د. حياة نظر لـ وقفة وفاء:
أول معلمة قطرية للعربية بطريقة برايل وألفت كتابًا منهجيًا بها



كتبت – هناء صالح الترك:
تعد الأستاذة الدكتورة حياة خليل حسن نظر حجي الاستشاري بمعهد النور للمكفوفين من أبرز الشخصيات في قطر التي تمكنت من قهر الظلام والتغلب على الإعاقة البصرية، حيث تعلمت فأبدعت، حتى أصبحت تجربتها من أكثر قصص تحدي الإعاقة شهرة وإلهامًا.
الدكتورة حياة أصيبت بانفصال مفاجئ في شبكية العين وهي في الصف الخامس الابتدائي، إلا أن ذلك لم يثنها عن متابعة تعليمها إلى أن حصلت على درجة أستاذ دكتور في علوم التربية من جامعة لاهاي، والماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن أنها أول معلمة قطرية للغة العربية والتربية الإسلامية بطريقة برايل، كما ألفت كتاب “منهج اللغة العربية” لتدريس طريقة برايل للصف الأول الابتدائي الذي يدرّس بمعهد النور، ولها أبحاث عديدة ومساهمات خلاقة في مجال دراستها.
وقد كرّمها المجلس الأعلى للأسرة سابقًا.. الراية التقت د. حياة وكان معها هذا الحوار:
> بداية، كيف واصلت رحلتك التعليمية بعد أن كف بصرك مبكرًا، وعلى ماذا اعتمدت في دراستك الأولى ؟
– أصبت بكف بصري بشكل كلي بسبب انفصال مفاجئ في شبكية العين وأنا في الصف الخامس الابتدائي عام 1986، وقد أجريت لي ثلاث عمليات في المملكة المتحدة لم يكتب لأي منها النجاح، وقد واصلت دراستي بثقة في الله عز وجل وبتشجيع من أمي وأبي وأسرتي وبعزيمة قوية، حيث درست في المدارس النهارية العامة في قطر، مدرسة زبيدة الابتدائية، ثم مدرسة الأندلس الإعدادية ثم مدرسة رابعة العدوية الثانوية، لأنه لم تكن في ذلك الوقت هناك مدارس للمكفوفين في الدولة، واعتمدت في دراستي على الحضور والاستماع لشرح المعلمات في الصف كأي طالبة عادية، وكانت أسرتي تسجّل لي جميع الكتب الدراسية المقرّرة على أشرطة “كاسيت”، وفي أيام الاختبارات كانت وزارة التربية والتعليم تعقد لي لجنة خاصة وتوفر قارئة تقرأ الأسئلة لي وتكتب الأجوبة التي أمليها، وفي يونيو 1994 تخرّجت من الثانوية العامة من قسم أدبي فرنسي وجاء ترتيبي العاشر على قطر.
تطوير الأسلوب الدراسي
> أين تابعت دراستك الجامعية؟ وكيف طوّرت أسلوب الدراسة لديك ؟ وما هو دور الأسرة؟
– في سبتمبر 1994 التحقت بجامعة قطر، كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية قسم اللغة العربية، وقد لمس أبي حاجتي إلى تطوير أسلوبي في الدراسة فعيّن لي معلمة لتعلمني طريقة برايل، وفي غضون شهرين أتقنت طريقة برايل باللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والاختصارات، واشترى لي كتبًا ومراجع كثيرة بطريقة برايل (قرآن، قصص، كتب النحو والصرف…) من خارج قطر، فكانت هذه الكتب نواة لمكتبتي في المنزل ومراجع لي في دراستي الجامعية، وكنت في دراستي الجامعية أسجّل المحاضرات على أشرطة كاسيت مع الدكتور أو الأستاذ، وأكتب الملاحظات والملخصات بطريقة برايل، وكذلك كانت أسرتي تسجّل لي الكتب المقرّرة على أشرطة كاسيت.
> ما هي أبرز المحطات أثناء التخرّج التي زادتك إصرارًا على قهر المعضلات؟
– في يونيو 1998 تخرّجت من جامعة قطر بتقدير امتياز وحصلت على بكالوريوس في اللغة العربية، وفي حفل التخريج هنأتني صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وشجعتني على مواصلة الدراسة، وقد زاد ذلك من إصراري على قهر المعضلات.
أول معلمة برايل
> متى بدأت الحياة العملية كأول معلمة قطرية للغة العربية بطريقة برايل؟ وما هي أبرز الدورات والورش التي قمت بتنفيذها؟
– في سبتمبر من عام 1998 تم افتتاح معهد النور للأفراد ذوي الإعاقة البصرية، وعملت به كأول معلمة قطرية للغة العربية بطريقة برايل والتربية الإسلامية، وألفت كتاب منهج اللغة العربية لتدريس طريقة برايل للصف الأول الابتدائي الذي يدرّس بمعهد النور، وقمت بتقديم دورات لتعليم طريقة برايل لأهالي المكفوفين للمساهمة في تدعيم دور الأسر في تعليم أبنائهم المكفوفين، وكذلك شاركت في العديد من الدورات التربوية وورش العمل ومنها: ورشة عمل في التدخل المبكر في ضوء التخصّصات المختلفة برعاية المركز الثقافي الاجتماعي للمعاقين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ورشة عمل في الدورة التأسيسية في التقنيات الحديثة “السطر الإلكتروني” باستخدام الكمبيوتر برنامج ويندوز بإشراف وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع معهد النور، وكذلك دورة مقدّمة في التربية الخاصة بمعهد النور، ودورة في مجال التربية والتعليم للمعاقين بصريًا بإشراف معهد النور إلى جانب دورة في مناهج وأساليب التدريس في التربية الخاصة برعاية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع معهد النور، ودورة في سيكولوجية الأفراد ذوي الإعاقة برعاية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومعهد النور. ودورة الاسيسكو التخصصية لتربية وتقييم المعاقين بصريًا برعاية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومعهد النور. ودورتان في اللغة الإنجليزية بمعهد الشقب للبنات.
القيادة التربوية
> أين تابعت الدراسات العليا وبالتحديد الماجستير؟
– بعد عامين من عملي في معهد النور أكتوبر 2000 حصلت على بعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراساتي العليا، ودرست اللغة الإنجليزية في جامعة بنسلفانيا واجتزت اختبار التوفل.
في أغسطس 2001 بدأت دراسة الماجستير في التربية العامة والخاصة بجامعة سانت جوسف في ولاية بنسلفانيا مدينة فلادلفيا، وفي مايو 2003 حصلت على شهادة الماجستير في التربية بتقدير امتياز، ثم قدّمت طلبًا لوزارة التربية والتعليم لدراسة الدكتوراه في القيادة التربوية مباشرة بعد الماجستير، فقامت الوزارة مشكورة بالموافقة فورًا على هذا الطلب.
في أغسطس 2003 بدأت دراستي في برنامج الدكتوراه في القيادة التربوية بجامعة سانت جوسف بولاية بنسلفانيا مدينة فلادلفيا، واستعملت التقنيات الحديثة في دراستي من جهاز برايل نوت (Braille Note) وكومبيوتر محمول مزود ببرنامج قارئ الشاشة هال (Hal)، وفي مايو 2007 حصلت على شهادة الدكتوراه في القيادة التربوية بتقدير امتياز.
> وماذا تناولت رسالة الدكتوراه في القيادة التربوية ؟ وما هي عناصرها؟
– رسالة الدكتوراه المتكونة من ستة فصول تتضمّن عناصر برامج الدكتوراه في القيادة التربوية بالولايات المتحدة الأمريكية والممكن استعمالها في تخطيط برنامج الدكتوراه في القيادة التربوية لدولة قطر مع مراعاة الثقافة القطرية، وتلقي الرسالة الضوء على مواضيع عديدة منها تاريخ التربية والتعليم في قطر، والتربية والتعليم الحالي في قطر والثقافة القطرية، والقيادة التربوية في قطر، ومناقشة برامج الدكتوراه الفعّالة في القيادة التربوية، ومعايير المجلس القومي للاعتماد الأكاديمي لبرامج إعداد المعلم بالولايات المتحدة الأمريكية ومجلس السياسة القومية للإدارة التعليمية، وعرض لأربعة نماذج من برامج الدكتوراه في القيادة التربوية بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي يوم المرأة العالمي 8 مارس 2005 تم تكريمي تحت شعار (المرأة القطرية إرادة وطموح)، ومن قبل المجلس الأعلى للأسرة.
خدمة الوطن
> ما هي طموحاتك بعد الحصول على الدكتوراه وعلى درجة أستاذ دكتور في علوم التربية ؟
– بعد حصولي على شهادة الدكتوراه وعودتي من البعثة إلى أرض الوطن تم إصدار قرار بتعييني مديرًا ثم مديرًا عامًا لمعهد النور للمكفوفين، وأطمح أن أخدم الوطن لأرد حقًا من حقوقه علي، فإن طموحي لم يتوقف بحصولي على شهادة الدكتوراه فإنني أعتبر هذه الشهادة بداية طريقي وليست نهاية المشوار.
في 19 سبتمبر 2012، حصلت على درجة أستاذ دكتور غير متفرّغ من جامعة Texas A&M بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي 4 أكتوبر 2012 حصلت على درجة أستاذ دكتور في علوم التربية من جامعة لاهاي بالمملكة الهولندية، ومؤخرًا في ستمبر 2014، تم إصدار قرار بتعييني استشاري.
اهتمامات بحثية
> حدثينا عن اهتماماتك البحثية والمشاريع التي بصدد القيام بها؟
– انطلاقًا من إيمان صندوق دعم الأبحاث في مؤسسة قطر بأهمية البحث العلمي ودوره في تطوير المجالات المختلفة ومنها تقديم أفضل الخدمات التعليمية لأبنائنا الطلبة، قام فريق عمل البحث العلمي والمتكون من كل من ا. د. حياة خليل نظر، ود. شيلا ماكرين من جامعة “ماستشوس” بالولايات المتحدة الأمريكية، ود. أمل عبد العزيز صبري من وزارة الداخلية بدولة قطر بتطبيق مشروع الأوريغون الذي صُمِّم ليخدم فئة الأطفال والطلبة ذوي الإعاقة البصرية من قبل منطقة الخدمات التعليمية لجنوب الأوريغون بالولايات المتحدة الأمريكية وتطوير استخدامه مع الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية بمعهد النور للمكفوفين في دولة قطر وذلك حرصًا على تطبيق أحدث وسائل التقييم المتبعة عالميًا وقد تم إخضاع مشروع مقياس الأوريغون لعملية تدقيق الترجمة المتخصّصة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، وتقنين المشروع بما يتضمّنه من تعديل وتكييف وصياغة لغوية ليتناسب مع خصوصية البيئة والمجتمع القطري والثقافة العربية والإسلامية.
وخلال البحث تم تطبيق مشروع مقياس الأوريغون على عيّنة البحث من قبل فريق بحثي من معهد النور والتي تضمّنت بعضًا من طلبة من ذوي الإعاقة البصرية بالمعهد والطلبة المبصرين في روضة مجمّع البيان التربوي ومدرسة جوعان بن جاسم وذلك لمقارنة النتائج والعمل جارٍ على إعداد حقائب نموذجية خاصة للأدوات المستخدمة أثناء تطبيق مشروع مقياس الأوريغون.
وقد تم تنظيم دورة تعريفية عن مجالات مشروع الأوريغون لـ53 من المعلمين والاختصاصيين في معهد النور للمكفوفين ما يساعد على تطوير استخدام مقياس وأدوات الأوريغون من قبلهم.
> ما أهمية هذا المشروع للطلبة ذوي الإعاقة البصرية في تحديد احتياجاتهم؟
– هذا المشروع مهم في عمليتي التقييم والتشخيص للطلبة ذوي الإعاقة البصرية فله دور كبير في تحديد احتياجاتهم وتحديد جوانب القوة والضعف لديهم، ووضع الخطط التدريبية والعلاجية، وتحديد نوعية البرنامج المناسبة لهم.
والمشروع يشتمل على قائمة مهارات (أداة الاختبار) تتكون من 838 مهارة ضمن ثمانية مجالات رئيسية هي: المجال الإدراكي المعرفي، والمجال اللغوي، والمجال التعويضي، والمجال البصري، ومجال العناية الذاتية، والمجال الاجتماعي، والمجال الحركي الكبير، والمجال الحركي الدقيق. ويشتمل المشروع كذلك على منهاج يتضمّن مجموعة متنوعة من الأنشطة والتدريبات ضمن المجالات النمائية الثمانية والتي تساعد الأسرة والاختصاصيين والعاملين في مجال الإعاقة البصرية على تحقيق الأهداف والمهارات التي يتوقع من الأطفال المكفوفين أو ضعاف البصر تحقيقها، ويتضمّن برنامجًا إلكترونيًا لرسم بروفايل الطالب ويهدف إلى رصد التطورّ النمائي للطالب وتحديد نقاط القوة والضعف لديه ضمن المجالات الثمانية، والبروفايل عبارة عن رسومات بيانية تمثِّل النسب المئوية لعدد المهارات المكتسبة لدى كلّ طالب، كما تظهر العمر النمائي للطالب.
رابط الموضوع: http://www.raya.com/news/pages/8a2b63db-3894-433f-a652-442bc99e6a93
مقالات و ابحاث
- 29 نوفمبر, 2017 أسباب السلوكيات السيئة لدى الأطفال
- 27 نوفمبر, 2017 لعبة فيديو لتحسين قدرة المصابين بالتوحد
- 26 نوفمبر, 2017 دراسة تربط تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل بزيادة طفيفة في مخاطر التوحد
- 26 نوفمبر, 2017 عقار جديد قد يحدث طفرة في علاجات مرض التوحد
Leave a reply