مقالات و أبحاث

اضطراب طيف التوحد

0 6
الشارقة
د. خلود إبراهيم البلوشي
الأحد 07 – 05 -2017 م
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب يؤثر على النمو ويتميز بالضعف في المجالين الرئيسيين هما، العجز في التواصل والتفاعل الاجتماعي والتقيد بأنماط متكررة من السلوك والأنشطة الروتينية، وهذا الاضطراب أكثر شيوعا في الذكور من الإناث بحوالي أربع مرات.
المقدمة:
إن مصطلح “الطيف” يشير إلى حقيقة أن بعض المصابين تظهر عليهم أعراض خفيفة، بينما البعض الآخر لديهم أعراض حادة، لذا قد يصنف التوحد إلى ثلاثة مستويات من الشدة والتي قد تحدد حسب مستوى التواصل الاجتماعي والسلوكيات المقيدة والمتكررة وكذلك وجود بعض المشاكل الأخرى على سبيل المثال ضعف اللغة.
الجدير بالذكر أنه لا يوجد تصور واضح لأسباب حدوث اضطراب التوحد، لكن هناك العديد من الدراسات العالمية التي وضعت بعض الفرضيات، ومنها أسباب جينية وراثية و خلل في الكروموسومات، حيث تزيد قابلية الطفل في تعرضه للتوحد عند وجود التوحد لدى أحد أشقائه أو أفراد عائلته، وكذلك وجود بعض الأمراض الجينية في الطفل مثل فينيل كيتون يوريا وغيرها، ووجود العوامل البيئية مثل التعرض لبعض الأدوية والسموم قبل الولادة أو بعدها، وجود مضاعفات والتهابات قبل الولادة ،عمر الأمهات أو الآباء المتقدم وغيرها من العوامل التي قد تكون مسؤولة عن نسبة صغيرة من الحالات ، بالإضافة إلى ذلك فإن الغالبية العظمى من الدراسات لا تدعم وجود علاقة بين التوحد والتطعيم.
تجدر الإشارة إلى أن بعض التجارب والدراسات التي استخدمت الأشعة التصويرية مثل الرنين المغناطيسي أو التشريح عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد كشفت عن وجود تغييرات غير طبيعية في تركيبة الدماغ والتركيزات الكيميائية والشبكات العصبية وغيرها مقارنة مع الأفراد الطبيعيين.
الأعراض:
إن اضطراب طيف التوحد عادة ما يتم التعرف عليه بين السنتين والثلاث سنوات من العمر، على الرغم من ظهور الأعراض في سن أبكر، وكذلك حوالي ثلثي الأطفال قد تظهر عليهم أولى علامات التوحد وهي عدم وجود مهارات التواصل مع الآخرين عند سنتين من العمر، وفي بعض الأحيان قد تكون الأعراض غير واضحة إلى حين ذهاب الطفل للمدرسة.
المصابون باضطراب التوحد قد تظهر عليهم بعض الأعراض التالية:
• عدم الإشارة إلى الأشياء لإظهار الاهتمام (على سبيل المثال عدم الإشارة إلى الطائرة التي تحلق في السماء).
• عدم النظر إلى الأشياء عندما يشير شخص آخر إليها.
• تجنب الاتصال بالعين مع صعوبة في استخدام وتفسير السلوكيات غير اللفظية مثل تعابير الوجه، الإيماءات ولغة الجسد وغيرها.
• صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التحدث عن مشاعرهم الخاصة.
• رفض الاحتضان أو الاحتضان فقط عند الرغبة بذلك.
• عدم الإدراك أو الرد عند تحدث الناس إليهم، ولكن يكون الرد والتفاعل مع الأصوات الأخرى.
• عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين أو وجود الرغبة مع عدم القدرة على التحدث أو اللعب أو التواصل معهم بشكل طبيعي.
• تكرار الكلمات أو العبارات التي تقال أمامهم بدلا من التحدث بشكل طبيعي.
• صعوبة في التعبير عن احتياجاتهم باستخدام الكلمات أو الحركات.
• عدم الاهتمام باللعب بألعاب “التظاهر” (على سبيل المثال إطعام دمية).
• تكرار الحركات مراراً مثل حركات باليد أو الأرجل أو التمايل وغيرها .
• صعوبة في التكيف عند تغير الروتين المعتاد عليه وقد يسبب التغيير نوبة غضب.
• ردود فعل غير طبيعية على الروائح أو الطعم أو الأصوات وكذلك الحساسية المفرطة لمستويات الضوضاء العادية.
• فقدان المهارات السابقة (على سبيل المثال التوقف عن قول الكلمات التي كانوا يستخدمونها سابقاً)
الجدير بالذكر أن المصابين باضطراب التوحد قد يعانون من وجود مشاكل في المهارات المعرفية مثل القدرة على التفكير، التذكر، ومعالجة المعلومات، وكذلك يمكن للشخص في كثير من الأحيان أداء هذه المهام ولكن قد يجد صعوبة في المهام التي تتطلب مهارات على مستوى أعلى مثل التفسير وغيرها، بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الأفراد لديهم مهارات عالية في الذاكرة، الرياضيات، الموسيقى، والفن على الرغم من الصعوبات الكبيرة في مجالات أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من ربع الأطفال قد يكون حجم الرأس لديهم أكبر من الحجم الطبيعي، وقد يكون هذا مرتبطا بوجود مشاكل في نمو الدماغ في وقت مبكر والتي تساهم في ظهور أعراض التوحد.
التشخيص:
إن تشخيص التوحد قد يكون صعبا في بعض الأحيان، حيث لا يوجد أي اختبار طبي مثل اختبار دم وغيره لتشخيصه، لذلك يتم التشخيص عن طريق تقييم التاريخ الطبي للطفل والأسرة، الفحص البدني والعصبي، واختبار المهارات الاجتماعية واللغوية والمعرفية للطفل. بالإضافة إلى ذلك ينظر الأطباء إلى سلوك الطفل ونموه لتشخيصه وكذلك إحالة الطفل لإجراء اختبار السمع قبل التقييم الكامل للتوحد.
إن اضطراب طيف التوحد في بعض الأحيان تظهر أعراضه في عمر 18 شهراً أو أقل لكن في سن الثانية يمكن التشخيص من قبل طبيب من ذوي الخبرة، ومع ذلك، فإن العديد من الأطفال لا يحصلون على التشخيص النهائي إلا في وقت لاحق أو متأخر وقد يؤدي التأخير في الحصول على المساعدة المبكرة التي يحتاجها الطفل مما يوثر بشكل سلبي على نموه وتطوره.
إن الطفل المصاب بأعراض التوحد يتم تقييمه من قبل فريق لديه خبرة في تشخيص الحالة وعلاجها والذي غالبا ما يتضمن طبيباً نفسياً، وطبيب الأطفال متخصصاً في النمو والسلوك، طبيب الأعصاب، معالج النطق، وغيرهم من المهنيين.
العلاج:
لم يتوصل العلم الحديث إلى الشفاء من اضطراب طيف التوحد لكن يمكن للوالدين العمل مع الطبيب المختص لوضع خطة علاجية لمساعدة الطفل على تحقيق كامل إمكانياته، وتعتمد خطة العلاج المُثلى على عمر الطفل، التشخيص، المشاكل الطبية الكامنة.

رابط الموضوع:

https://www.sharjah24.ae/ar/writings/articles/219170-%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%AF

About the author / 

مدير الموقع

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

مقالات و ابحاث